1
دكتوراه في علم الاجتماع والتنمية الاجتماعية الريفية، ورئيس قسم دراسات الصّحة في مركز الدّراسات والتّخطيط لبلدية طهران، طهران، إيران.
2
دکتوراه في اللغة العربية وآدابها، مدرّس في وزارة التربية والتعليم، وأستاذ زائر في جامعة فرهنكيان، طهران، إيران
المستخلص
تتناول هذه المقالةُ فحصًا مقارنًا لأفكار ابن خلدون وبيير بورديو، وهما مفكّران بارزان في مجال علم الاجتماع، حيث يهدف إلى إجراء مقارنة تحليلية بين أفكار ابن خلدون، كمفكّر تقليدي بارز، وبيير بورديو، كأحد أبرز المنظرين في علم الاجتماع الحديث. ويركّز على مفاهيم الهابيتوس، الملكة، الذوق الجمالي، والحاجات الفاخرة إضافةً إلى أسلوب ومنطق الكتابة، للكشف عن أوجه التشابه والاختلاف في أسسهما المعرفية والفلسفي، اعتمدت الدراسة على المنهج الوثائقي والتحليل المقارن، من خلال مراجعة شاملة للمصادر العربية والفارسية والإنجليزية ذات الصلة. تمّ تحليل النصوص الأصلية والدراسات الثانوية بدقة، مع مراعاة السياق التاريخي والثقافي الذي أنتجت فيه هذه الأفكار. وأخيرا أظهرت النتائج أنّ كلا المفكرين استخدما أسلوبًا يقوم على المنطق التكراري والجمل الطويلة في تفسير الظواهر الاجتماعية. كما تبيّن أن مفهوم «الهابيتوس» عند بورديو يقارب «الملكة» عند ابن خلدون من حيث تفسير تأثير الظروف الاجتماعية والطبيعية في تشكيل السلوك الإنساني. كذلك، يشير كلاهما إلى أنّ الحاجات الفاخرة والذوق الجمالي لا يظهران إلا بعد تلبية الحاجات الضرورية والأساسية، رغم التباين الجوهري بين العقلانية الحديثة عند بورديو والرؤية ما قبل الحديثة عند ابن خلدون، فإن هناك قواسم مشتركة بارزة بينهما تسمح بفهم أعمق للظواهر الاجتماعية. يساهم هذا التقارب في تعزيز الدراسات النظرية ويساعد على تطوير مقاربات متعددة لفهم تحولات المجتمعات البشرية.
